الغرض من هذه الصفحة هونشر المعلومات والمناقشة العلمية للمهتمين بالصحة العامة في مصر وصلتها بالتنمية البشرية والعدالة الاجتماعية. وعند القيام بذلك، تلتزم هذه الصفحة أن تتخذ موقفا محايدا وتعرض وجهات النظر كافة على قدم المساواة. الاعمال المقدمة في هذه المدونة تم تقديمها بناء علي أراء عدة خبراء في مجالاتهم.

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

البلهارسيا في مصر - مرض يمكن القضاء عليه نهائيا؟

هل تذكرون مرض البلهارسيا كمرض متوطن في مصر لآلاف السنين؟
هذا المرض تم القضاء عليه كمشكلة صحة عامة elimination of morbidity and elimination as a public health problem منذ حوالي عشر سنوات. فني المعمل في الجيل الحالي قد لا يصادف بيضة بلهارسيا في حياته ولا يراها الا في شريحة في المعمل اثناء الدراسة او التدريب.
نسبة انتشاره الحالية اقل من ١٪. ولا يمكن تأكيد نسبة الإصابة الحالية او انتشار المرض الا لو استخدمنا طرق احدث اكثر حساسية sensitive techniques للتشخيص لا تعتمد علي الميكروسكوب تقوم بقياس antigen.
هذا مرض أساسا يستهدف الفقراء وتعتبر مكافحته احد أوجه العدالة الاجتماعية باستهداف الأمراض التي تصيب الفقراء، وهو احد أربعة طرق متبعة للاستهداف في القطاع الصحي للدعم.
قام بإدارة مكافحة المرض فريق من الوزارة من إدارة الأمراض المتوطنة و غالبا مجهودهم لم يسمع عنه احد.
هذا المشروع واحد من ثلاثة مشاريع قام بتمويلها البنك الدولي لشراء الأدوية اللازمة لعلاج المرض Praziquantel و شراء Niclosamide لمكافحة القواقع وتجهيز المعامل المركزية ودعم نظم الترصد. بلغ حجم التمويل ٢٦ مليون دولار في الفترة من ١٩٩٦-٢٠٠٣ في شكل قرض حسن بدون فائدة ويتم الدفع علي أربعون سنة مع فترة سماح عشر سنوات علي دفعات. فهل كان هذا قرار صائب من الحكومة في هذا الوقت للاقتراض للقضاء علي هذا المرض ام تستمر العمل بالمخصصات السنوية التي كانت غير كافية لتحقيق النتيجة الصحية المرجوة؟
في بعض البلاد عاد المرض لمعدلات الانتشار العالية نظرا لعدم الاستثمار في التدخل النهائي للقضاء علي المرض و لعدم اهتمام السياسيين بالمرض نظرا لانخفاض معدل انتشاره بعد مجهودات المكافحة السابقة. خبراء الصحة العالمية أشاروا بضرورة عمل مسح بالطرق الحديثة لمعرفة معدل الانتشار الحالي الحقيقي وأماكنها تمهيدا لتصميم وتنفيذ حملة قومية للقضاء علي المرض مع توفير مصادر لتمويلها.
هل يكون دعم مكافحة هذا المرض علي أولويات الإنفاق الصحي في مجال العدالة الاجتماعية؟ نرجو ذلك او ان هذا المرض قد يكلفنا ملايين اخري في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق